بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي أهمية التشخيص المُيكر؟
إن التشخيص الدقيق والمُبكر لمرض ألزهايمر هام للأسباب التالية:
·مساعدة المريض وعائلته في التخطيط للمستقبل. ·إعطاءهم الفرصة لمُناقشة الرعاية التي ستُقدم للمريض، في حين لا يزال المريض قادراً على المُشاركة في اتخاذ القرارات.
تقديم الفرصة الأفضل لمُعالجة أعراض المرض.
كيف يتم تشخيص مرض ألزهايمر؟
لا يُمكن للطبيب تأكيد تشخيص مرض ألزهايمر إلا بعد الوفاة، لأن البحث عن التغيرات النسيجية في الدماغ ووجود مناطق من الصفيحات والتشابكات لا يمكن أن يتم أثناء الحياة فذلك يحتاج إلى تشريح للجثة وفحص نسيج الدماغ تحت المجهر. أما ما يُمكن للطبيب أن يُشخصه عند الأحياء فهو احتمال الإصابة أو ترجيحها، فاحتمال الإصابة يعني بأنه يشتبه بمرض ألزهايمر إلا أن الأسباب الأخرى للعته dementia غير مُستبعدة. أما ترجيح الإصابة فيعني بأن الطبيب قد استبعد كل الأسباب الأخرى المُسببة للعته.
يمكن أن يكون التشخيص صحيحاً بنسبة 90%، ويُمكن للطبيب استعمال وسائل التشخيص التالية للقيام بترجيح الإصابة بمرض ألزهايمر:
·تاريخ المريض الطبي.
·الفحص العصبي.
·الفحص الطبي والمخبري.
·التصوير المسحي للدماغ، كالرنين المغناطيسي، والتصوير الطبقي المحوري، وهذا يُساعد في مُلاحظة التغيرات الدماغية
·التقييم النفسي.
تُساعد نتائج الفحوص المذكورة الطبيب على معرفة الأسباب الأخرى التي أدت إلى حدوث الأعراض التي يشتكي منها المريض. ففقدان الذاكرة لا يعني دوماً الإصابة بمرض ألزهايمر. بحسب التقديرات فإن سبب فقدان الذاكرة، والارتباك، والعلامات الأخرى للعته عند حوالي 10- 15% من الأشخاص يعود إلى أمراض أخرى قابلة للشفاء، كبعض المشاكل الاستقلابية، أو الاكتئاب، أو بعض التسممات الدوائية، أو مشاكل الغدة الدرقية، أو أمراض الأوعية الدموية، أو الأورام الدماغية، أو نقص بعض الفيتامينات، وكلما كان التشخيص مُبكراً كانت معالجة هذه الأمراض أسهل.
كيف يُعالج مرض ألزهايمر؟
لا يوجد علاج شافٍ من مرض ألزهايمر، وتقوم الأدوية المتوفرة حالياً على تبطأته، وتخفيف علاماته وأعراضه، والمُساعدة على منع تطور بعض أعراضه نحو الأسوأ وذلك لمدة محدودة وعند المرضى في المراحل المُبكرة والمتوسطة منه. ويتضمن العلاج الأدوية التالية:
·مُثبطات الكولين إيستيريزCholinesterase inhibitors: تتضمن هذه المجموعة الدونيبيزيلdonepezil ( الآريسيبت AriceptÒ)، والريفاستيغمين rivastigmine (إيكسيلونExelonÒ)، والغلانتامين galantamine (رازادين RazadyneÒ ). تعمل هذه الأدوية على تحسين مستوى النقل العصبي في الدماغ.
البحث الذي نُشر في عدد إبريل (نيسان) عام 2005 من مجلة نيو إنجلاند الطبية، على أنّ الآريسيبت AriceptÒيعمل أيضاً، بالرغم من عدم وجود ما يُثبت ذلك، على تأخير بداية أعراض المرض.
مؤخراً، أصبح الآريسيبت AriceptÒ أول دواء تصادق عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لمعالجة المرحلة المُتقدمة من مرض ألزهايمر.
يعتقد الباحثون بأن تأخير أو تبطيء مرض ألزهايمر يُعتبر خطوة هامة في محاربته. تتحسن العلامات والأعراض عند ما يُقارب نصف المرضى الذين يتناولون مُثبطات الكولين إيستيريز.
·ميمانتين Memantine : صادقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على دواء الميمانتين (ناميندا NamendaÒ) في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2003، وهو الدواء الوحيد المُخصص لعلاج المراحل المتوسطة إلى الحادة من المرض، ويبدو بأنّ هذا الدواء يعمل على تأخير فقدان القدرة على القيام بالمهارات الحياتية اليومية، وهو يعمل على حماية خلايا الدماغ من الضرر الذي يُسببه الناقل العصبي المُسمى غلوتاميت
·الأدوية التي تتحكم الأعراض السلوكيةBehavioral Symptoms Control Medications: تُساعد بعض الأدوية على التحكم الأعراض السلوكية المُصاحبة لمرض ألزهايمر كعدم القدرة على النوم، والهيجان، والضياع، والقلق، والاكتئاب. إن مُعالجة هذه الأعراض يريح المرضى ويُسهل عمل من يرعاهم.
ماذا عن العلاجات البديلة؟
يتم الإعلان عن عدة أدوية عشبية وبعض المُكملات الغذائية كعلاجات فعّالة لمرض ألزهايمر، مثل متمم الأنزيم كيو10 Coenzyme Q10 أو اليوبيكوينون Ubiquinone، والجينكو بيلوباGinkgo biloba، والحموض الدسمة أوميغا- 3Omega-3 ، والهيوبيرزين أ Huperzine A ( مستخلص طحلبي صيني)، الكالسيوم المرجاني Coral calcium (مُستخلص من المرجان)، فوسفاتايدايلسيرينPhosphatidylserine. وعلى الرغم من القيمة العلاجية الكبيرة التي تملكها العلاجات المذكورة، فإن كثيراً من القلق موجود حول استعمالها كعلاج بديل للأدوية العادية التي يصفها الطبيب أو إضافة إليها ، وذلك لعدم تحديد فعّاليتها العلاجية، ونقاؤها، ومدى سلامتها، والأعراض الجانبية الناتجة عنها وتفاعلاتها مع الأدوية العادية. للمزيد من المعلومات انظر المرجع رقم9.
هل توجد سُبل للوقاية؟
لا سبيل للوقاية أو لتأخير بداية مرض ألزهايمر في الوقت الراهن. يأمل العلماء في تطوير لُقاح ضده، ويطمحون لإيجاد طريقة للتقليل من خطره. هناك طرق عدّة واعدة إلا أنها تُعتبر أولية وتتضمن التالي:
·الشيخوخة الصحيّة : إن تحسين صحة القلب والأوعية، وتناول الأطعمة الخالية من الكوليسترول، والحرص على تناول الأدوية الغنية بالحموض الدسمة أوميغا-3، ممكن أن يُساعد في الوقاية.
·مُضادات الالتهاب غبر الستيروئيدية NSAIDs: أظهرت عدة دراسات بأن تناول[مُضادات الالتهاب غبر الستيروئيدية يُمكن أن يُقلل من خطر تطور مرض ألزهايمر، حيث أن الالتهاب يلعب دوراً هاماً في تطور المرض على ما يبدو. تحتاج التجارب السريرية المُجراة كي تكتمل قبل أن يُبت في تناول هذه الأدوية كجرعات وقائية.
·مُضادات الأكسدة: تبحث عدة دراسات عن فعّالية مُضادات الأكسدة مثل الفيتامين سي vitamin C ,و الفيتامين هـ vitamin E، والسيلينيوم Selenium، وحمض الألفا ليبويك alpha-lipoic acid، في تبطيء مرض ألزهايمر. على كل الأحوال، أظهر البحث الذي نشرته مجلة نيو إنجلاند الطبية بأن تناول الفيتامين هـ لا يفيد.
·السيليجيلين Selegiline : يقوم العلماء بدراسة إمكانية استعمال السيليجيلين (إيلديبريل EldeprylÒ)، وهو دواء يُستعمل لمُعالجة مرض باركينسون Parkinson's disease ، في الوقاية ضد تطور مرض ألزهايمر.
·الستاتينات Statins: تُخفض هذه المجموعة من الأدوية مستوى الكوليسترول في الدم، وقد اظهرت الدراسات الحديثة بأنها يمكن أن تُقلل من خطورة الإصابة بمرض ألزهايمر أيضاً. ويُجرى الآن المزيد من الدراسات التي تعمل على تحديد دور الستاتينات في الوقاية من هذا المرض.
·الإيستروجين Estrogen: اقترحت دراسات سابقة بأن الإيستروجين قد يُوفر تأثيراً واقياً من مرض ألزهايمر، إلاّ أن أكثر الدراسات الحديثة فشلت في تأكيد التأثير الإيجابي للإيستروجين على السيدات المُصابات بألزهايمر. ولا تزال الدراسات جارية للنظر فيما إذا كان تناول الإيستروجين بُمكن أن يقي من حدوث المرض عند النساء ذوات الاستعداد الوراثي أو على الأقل يؤخر حدوثه.
·الرياضة الذهنية: يعتقد بعض الباحثين بأن التمرين الذهني الدائم واستمرار التعلم يُمكن أن يُعزز من نمو روابط جديدة بين الخلايا العصبية مما يؤدي إلى تأخير بداية العته، ويعتقد آخرون بأن المستوى التعليمي المُتقدم قد يُساعد الشخص في تغطية الحالة إلى أجل مُعين.
هل يتعارض مرض ألزهايمر مع قيادة السيارة؟
قيادة السيارة عمل مُعقد يحتاج إلى القدرة على القيام بعدة أمور في آن واحد. وعندما يتم تشخيص الحالة على أنها إصابة بمرض ألزهايمر، فهذا لا يعني بأن المريض قد فقد قدرته على القيادة. على كلٍ، فإن هذا المرض قد يؤثر على عدد من القدرات التي تتطلبها القيادة الآمنة.
أظهرت الدراسات بأن نسبة الحوادث المرورية عند المُصابين بألزهايمر أو الأعراض الشبيهة به أعلى منها عند غير المُصابين من نفس العمر.
إن القيادة غير الآمنة خطيرة على حياة السائق وحياة الآخرين. للمزيد من المعلومات انظر المرجع رقم 12.
هل يتعارض مرض ألزهايمر مع العمل؟
في حال تشخيص مرض ألزهايمر وكان المريض لا يزال يُُمارس عمله، فهو يحتاج لاتخاذ قرار الاستمرار في العمل وإلى متى.
حسب نوعية النشاط الذي يتطلبه العمل، فقد يتمكن المريض من الاستمرار أثناء المرحلة الأولى من المرض، وطالما كان قادراً على ذلك وطبيبه يعتقد بأنه لا يزال قادراً على القيام به. ولكن إذا كان العمل من النوع الذي يكون فيه الخطأ خطيراً على حياته أو حياة الآخرين فيجب عليه التفكير جدياً في التوقف عنه أو تغييره. للمزيد من المعلومات انظر المرجع رقم13.
ما هو دور الشخص الذي يُقدم الرعاية لمريض ألزهايمر؟
يلعب الشخص الذي يُقدم الرعاية دوراً هاماً في حياة المُصاب، ويجب أن تعلم بأنه لا توجد طريقة واحدة لتقديم هذه الرعاية، فالمسؤوليات تتأرجح بين القيام بأمور هامّة كاتخاذ القرارات المالية، أو إدارة التبدلات السلوكية للمريض، أو القيام بمساعدة المريض الذي تُحبه في أبسط الأمور الحياتية كارتداء ملابسه مثلاً. إن القيام بهذه الواجبات أمرٌ صعبٌ، ولكن مع تعلم المهارات المُتعلقة برعاية المُصاب، يُمكنك أن تكون مُتأكداً بأن المريض الذي تُحبه وبمساعدتك يستطيع أن يشعر بالدعم ويحيا الحياة كاملة. وعليك أن تحرص على الاهتمام بنفسك أيضاً وتتخذ الخطوات اللازمة للمحافظة على عيش رغيد.
منقووووووووووووووووول