حين دق جرس الباب كنت اعرف انه انتى...لم ارك من الشرفه التى كنت اقف فيها ادخن لكن تلك النسمه الرقيقه التى
نفذت الى روحى كانت العصفوره التى انباتنى بقدومك...حين دق جرس الباب كنت اعلم تماما انى حين ازيح ذلك الستار
الخشبى السميك سوف اجد ذلك البورتريه الرائع المرسوم بايدى ملائكيه...كنت اعلم تماما اننى ساجدك تقفين وتبتسمين
ابتسامتك الشفافه التى ينقشع معها كل غيوم الاكتئاب فى هذا الكوكب ...ويصير القمر اكبر ع تلالنا كما تقول فيروز لذا
حين دق جرس الباب وذهبت لافتح لم انظر من العين السحريه...وكيف اكذب كل تلك النفحات الروحيه التى
اجتاحتنى؟.
..هل اكذب نفسى؟...انه انتى...اثق فى ذلك تماما واوقنه فقلبى لم يخدعنى من قبل...لكنى كنت اشفق على
نفسى من عبارات الاعتذار التى ستنساب من شفتيك لتدمى قلبى...كنت اخشى من الدوع الحاره
التى ستنسكب من
عينيكى لتذيب ثلوج سيبريا والقطب الجنوبى....من انا حتى ابكيك؟...كيف لى ان انتهك حرمات الملائكه...حتى الشيطان
لا يجروء ان يفعل ذلك...ارجوكى يا صغيرتى لا تبكى...لا تعتذرى فانا لن اتحمل ذلك...لن اسامح نفسى ابدا اذا رايت
دمعه واحده فى عينيك وانا السبب فيها...دعينا لانتكلم عن اى شئ مضى...لنحرق الماضى فى مبخره النسيان حتى لا
يبقى منه سوى ذلك العبق الاثير الى نفوسنا لايامنا الخوالى...لنتوحد مره اخرى ولننس ما لا نريد ان نتذكره...ولنتذكر ما
لا نريد ان ننساه...حين دق جرس الباب هرعت لافتحه حتى اننى اصطدمت بالف شئ فى طريقى وتعثرت قدمى فى
السجاده وكدت اقع...وحين امسكت بالمقبض البارد سرت فى جسدى الكهرباء واخذ قلبى فى الخفقان بشكل لم يعرفه علماء
الطب من قبل...ادرت المقبض...وفتحت الباب فى توده وقلبى يكاد يتوقف
سلامو عليكو ...كشاف النور يا استاذ.....
منقووووووووووووووووول